مما لا شك فيه أن الجسم المقاولاتي الوطني سيقف مستقبلا على تاريخ يوم الجمعة 4 فبراير 2022، وذلك لاسترجاع شريط المخاض الذي نتج عنه ميلاد جمعية تنبأت بوضع بصمتها النافذة وكان لها ما أرادت. وطبعا لم يكن كل هذا التفاؤل محظ إفراط في التوقع، وإنما نتيجة قوة وصلابة وكذا متانة حجر الركن الذي تقوم عليه هذه الجمعية، خاصة وأنها تضم نساء ورجال بكفاءات عالية وخبرة ميدانية ليس من شأنها سوى تحويل العوائق إلى جسور وما وضع من “ماكيطات” لسنين إلى واقع.
وفي هذا السياق، حلت أول جمعة من شهر فبراير الجاري لتعلن ومن قلب مدينة القنيطرة عن الصرخة الأولى لـ”الجمعية المغربية للاستثمار والمقاولة“، منصبة في جمع عام تأسيسي السيد مراد بنطالب رئيسا، إلى جانب نوابه: خديجة الحدادي و عبد الحي التدلاوي و محمد عايدي و كريمة غانم و أحمد بلمليك و أحمد أولي، فيما حظي بموقع الكاتب العام سرين رزكي و كرسي أمين المال محمد سويطة.
هذا، وفي أول تصريح له بعد تقلد مهام الرئيس، عبر السيد مراد بنطالب عن بالغ استحسانه للأجواء الذي مر فيها الجمع، موضحا أن للجمعية رؤية مستقبلية كلها عمل وتطبيق علمي، بحيث من المزمع القيام بمجموعة دراسات وبحوث تصب في صلب مساعدة المقاول الناشئ من خلال توفير المعلومة التي تدخل في إطار التدبير والتسيير. وأكيد، يتابع السيد الرئيس، لم يأت هذا التصور من فراغ، ولكن إيمانا بالقدرات النضالية التي تتوفر عليها مكونات الجمعية، إذ زيادة على القامات التي حضرت الجمع، هناك أطر أخرى تعذر عنها التواجد بعين المكان بسبب ضرورة احترام الشروط الاحترازية التي تفرضها جائحة كورونا.
ومن جهتها، أكدت السيدة خديجة الحدادي، النائبة الأولى للرئيس وطبيبة نساء وتوليد، على أن من أبرز أسباب نزول الجمعية هو قلة هذا الصنف من الجمعيات برغم أهميتها التي ظهرت جليا منذ اجتياح وباء كورونا، وما ألقى به من تداعيات لم تترك اقتصادا إلا وقست عليه، فبالأحرى بنيات المقاولات إن كانت كبيرة أو متوسطة، ودون الحديث عن الصغرى.
وعليه، تردف المتحدثة، لم يكن بودنا كمواطنين غيورين على بلدهم، قبل كل شيء، وأطر تجد في أنفسها القدرة على مد يد المساعدة، “إلا أن نشمر على سواعدنا مسارعين إلى بداية تفعيل النوايا بداية من هذا اليوم”.
أما الدكتور عبد الرحيم الشاب، فقد شدد على مدى وعي كافة أعضاء الجمعية بالمهام التي تنتظرهم، مقرا بأنه ومن الطبيعي أن تكون هناك متبطات ومشاكل، لكن وبفضل العزيمة وسلاح التحدي سيمكن تجاوزها. وسجل الدكتور الأخصائي في أمراض الحلق والأنف والأذن، أن أول حافز لدى الجمعية هو إصرارها على الدفع بالشباب الطموح على أساس أن تكون الحضن لمن لا حضن له، والمرشد الذي يستمد قوته من إخلاص عمله، وحتى من غير انتظار شكر أو جزاء. طالما أن الجهد نابع من حب الخير لهذا الوطن ومواطنيه.